الخميس، 3 فيفري 2011

تعرف على جامع الزيتونه

جامع الزيتونة

جامع الزيتونة جامعة ومسجد كبير بمدينة تونس. يعد ثاني المساجد التي بنيت في "أفريقية" بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان. يرجح المؤرخون أن من أمر ببنائه هو حسان بن النعمان عام 79 هـ وقام عبيد الله بن الحباب بإتمام عمارته في 116 هـ. هذا ولا يزال مؤسسه أو بانيه محل خلاف بين المؤرخين



كان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا على أفريقيا ، إلا أن الغلبة كانت للبصمات الأغلبية ولمنحى محاكاته بجامع القيروان وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم.

وتتمثل أهم هذه العناصر في بيت صلاة على شكل مربع غير منتظم وسبع بلاطات مسكبة معمدة تحتوي على 15مترا مربعا وهي مغطّاة بسقوف منبسطة. وقد اعتمد أساسا على الحجارة في بناء جامع الزيتونة مع استعمال الطوب في بعض الأماكن.

وتتميّز قبّة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة في الدقة تعتبر الأنموذج الفريد الموجود من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى.

ومثلما اختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع ، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته ، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة


أول جامعة اسلامية



لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة ، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي ابن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.

وكذلك اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بالفقيه المفسّر والمحدّث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنّفات العديدة وابن خلدون المؤرخ ومبتكر علم الاجتماع.

جامع الزيتونة هو منارة و مرجعيّةً و مدرسةً تخرّج منها
آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت إلى ذلك قاعدة للتحرّر والتحرير من خلال إعداد الزعامات الوطنية وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية ففيها تخرج المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب (ديوان أغاني الحياة ( والطاهر الحداد صاحب كتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع) وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.

لقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية ولعلّ المفكر العربي الكبير شكيب ارسلان يوجز دور الزيتونة عندما اعتبره إلى جانب الأزهر والأموي والقرويين أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة لقد مرّت الآن أكثر من 1300سنة على قيام جامع الزيتونة والذي شهد ومنذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة بدءا من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين، وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري لذلك حافظ هذا الجامع باستمرار على رونقه ليبقى في قلب كل المناسبات، وليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون وقرون.

ومع دوره كمكان للصلاة والعبادة كان جامع الزيتونة منارة للعلم والتعليم على غرار المساجد الكبرى في مختلف أصقاع العالم الإسلامي، حيث تلتئم حلقات الدرس حول الآئمة والمشايخ للاستزادة من علوم الدين ومقاصد الشريعة وبمرور الزمن أخذ التدريس في جامع الزيتونة يتخذ شكلا نظاميا حتى غدا في القرن الثامن للهجرة عصر ( ابن خلدون) بمثابة المؤسسة الجامعية التي لها قوانينها ونواميسها وعاداتها وتقاليدها ومناهجها وإجازاتها، وتشدّ إليها الرحال من مختلف أنحاء المغرب العربي طلبا للعلم أو للاستزادة منه

المراجع:
wikipedia.org
http://travel.maktoob.com/vb/travel118469/

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

القرن الواحد والعشرين ووجهة الحضارة الإنسانية

بقلـم: عبد العزيز شوحة
أولا- درس من أمريـكا:
إن الأمم العظيمة حقا هي تلك التي تتدارك أخطاءها، وتتخذ الإجراء المناسب لتصويب المسار، للحفاظ على كيانها ومكانتها بين الأمم، وإنقاذ نفسها من عوامل الهدم التي قد تنخرها من الداخل قبل أن تأتيها أسباب الهلاك من الخارج، ولذلك فإن أمريكا حينما قررت تبديل وجهها السياسي وجاءت بأوباما، رغم ما يحمله هذا الاختيار من إحراج للضمير الغربي المستكبر، والمتعال على غيره، وعقدة الرجل الأبيض المرضية تجاه الرجل الأسود الذي كان ينظر إليه من قبل كعبد كما صور ذلك مسلسل جذور Racines للمخرج الأمريكي "أليكس هالي" Alex Hally، وهي فرصة منحها الرجل الأبيض لنفسه لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية من سياساتها الحمقاء التي وضعتها في ورطة حقيقية في العراق وأفغانستان، ولو كان ذلك بالتضحية بمركز القيادة الأول أعنى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ألم يقل فوكوياما أن الإمبراطورية الأمريكية هي الإمبراطورية الأخيرة في التاريخ وأن العالم يجب أن يخضع لها، وأن الاقتصاد الرأسمالي هو النموذج الأخير للاقتصاد، لكن ها هي الوقائع: فشل أمريكا في الانفراد بموقع القيادة في العالم، والأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة التي توشك أن تعصف بالاقتصاد الربوي الغربي إن لم تكن قد عصفت به فعلا، وها هو الرجل السوبرمان الذي يريد الصدام مع كل الحضارات الأخرى كما أراد له هنغتنغتون يتعثر في العراق وأفغانستان وتلحق المقاومة الإسلامية الهزيمة في لبنان وفلسطين، والهزيمة السياسية الحضارية في أكثر من موقع في العالم الإسلامي، وها هي أمريكا المستكبرة تعترف بالهزيمة وتغازل الوجه الفارسي للحضارة الإسلامية أعني إيران، فماذا بقى للغرب؟ ألم يقل "برتراند راسل" قد انتهى دور الرجل الأبيض في التاريخ؟.

إن هذا ليس لأن أمريكا تريد الخير بالعالم ولكنها انهزمت فوعت الدروس وغيرت، وعلينا نحن أن نعتبر ونتعظ ونستفيد من أخطاء غيرنا، لأن شعوب العالم ليسوا عبيدا تبيعهم أمريكا أو الفراعنة من مخلفات القرن العشرين حتى في عالمنا العربي والإسلامي.

إن مخاض هذا الثلث الأول من القرن الواحد والعشرين عسير ويوشك أن يتولد عن مولود جديد بشر به، مالك بن نبي وعلى شريعتي وسيد قطب ومحمد أبو القاسم حاج حمد وغيرهم كثير، وهو الحضارة الإسلامية الكونية أو العالمية الإسلامية الثانية كما سماها حاج حمد –رحمهم الله- جميعا.

والتي بدأت فعلا في عالم الإسلام حيث صار الخطاب السياسي حتى على يد القوميين والعلمانيين إسلاميا، وما هذا الجدل الدائر حول الإسلام ودوره الحضاري إلا مؤشرا ودليل يقظة في عالم الإسلام سيعطي النموذج البديل للاقتصاد العالمي ممثلا في الاقتصاد الإسلامي الإنساني الذي سيخصص سهما للمؤلفة قلوبهم من أبناء إفريقيا وآسيا الجائعين وكذا أمريكا اللاتينية، كما أنه سيستبدل الوضع السياسي بسياسة رشيدة تحرر هذه الشعوب من كل ألوان الاستعمار والاستكبار والذي حرمها خيراتها التي وهبها إياها الله.
كما أن إيران الإسلامية بدخولها عصر التكنولوجيا النووية والعسكرية والفضاء والاستنساخ تكون قد أعطت إشارة الانطلاق لعودة الأمة الإسلامية إلى موقع القيادة الرسالي بإسلام يحمل حلا روحيا وماديا لمشكلات الإنسان المعاصر الذي أنهكته الأزمة الجهنمية الغربية ولكنه لا يفرض إيديولوجيته على أحد، إنه يتحاور مع المسيحيين الربانيين، واليهود والعقلاء، ومع البوذيين والهنود والزراديشت.
ويقول للعالم إن الإسلام لم يأت لنسخ الأديان السابقة ولكن لتصحيحها وتصويبها وهو مصدق لما بين يديه من الكتاب، ومهيمن عليه أي أنه المنهج الوحيد للتمييز بين الحق والباطل لما عندكم ، ولنتعايش ونتحاور؟ باعتبار أن ما من أمة إلا خلا فيها نذير كما جاء في القرآن: ﴿مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ غافر/78.
وإنه ليخيل إلى أن حكماء الأمم مثل زرادشت وبوذا وكونفوشيوس وسقراط وأرسطو وأفلاطون والاسكندر المقدوني كانوا رسلا لتلك الأمم وإنما حرف الأتباع ديانتهم.

كما أن هناك قوى سياسية وعسكرية كروسيا وأمريكا اللاتينية أيدت قضية العرب والمسلمين الأولى أعني تحرير فلسطين وعلينا أن نتعامل معها بشكل إيجابي وأولى أن تستثمر أموال اليورو والدولار في هذه القضية بدل أمريكا التي تريد الاستئثار بكل شيء.
إن روسيا مدت يد العون إلى إيران والجزائر ضد فرنسا في عهد الاشتراكية وعلينا أن نحسن العلاقة معها، التحدي السافر يا أوباما أمريكا آتيك من آسيا من الصين وكوريا النووية وليس من المسلمين الذين استضعفهم أسلافك وساموهم سوء العذاب، وإذا كنتم تريدون الحوار الحقيقي فنحن مستعدون لأن نبني معكم علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل لسيادة كل فريق ورعاية مصالمحه ، أليست شعارات الثورة الفرنسية التي جاءت لتنقذ العالم من استبداد رجال الدين والملوك الإقطاعيين قد أقرت مبدأ العدل والإخاء والمساواة.
إن إعادة الاعتبار للرجل الأسود بانتخابكم رئيسا للأمم المتحدة ليس تبرعا من الرجل الأبيض عليكم، ولكن حصلتموه بنضالكم البطولي في أمريكا على يد جدك "مارتن لوثر كينغ" و"كونتا كينتي" و"أليكس هالي" وفي جنوب إفريقيا على يد الزعيم البطل "نيلسون مانديلا"، وهو مكسب حصلتموه بتضحيتكم وجهدكم، كما أنه يسجل للرجل الأبيض في أمريكا شجاعته وفسحه المجال أمامكم، وإن تحرير الرجل الأسود من الرق لهو أحد أهداف الإسلام الذي ينتمي إليه أجدادك في إفريقيا، ذلك أن ديننا لا يفرق بين أبيض وأسود وأحمر وأصفر «لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأحمر على أصفر إلا بالتقوى، كلكم لآدم وكلكم من تراب»، كما قال صلى الله عليه وسلم.

إن أمريكا رغم سياساتها الحمقاء والهوجاء إلا أنها أعطتنا درسا سياسيا في الديمقراطية فهل يعتبر منه حكامنا وساستنا لبناء شورى إسلامية حقا في عالم الإسلام؟ إن هذه الشورى أو الديمقراطية سمها ما تشاء هي عربون اللحاق بمصاف الأمم والدول العظمى والعودة بقوة إلى المحافل الدولية في العالم ومراكز صنع القرار السياسي والثقافي والعلمي والاقتصادي والإعلامي والعسكري والإداري...إلخ.

ثانيـا: ضرورة معاقبة المجرمين
على أن الحوار والمصالحة لا يعني ويعبر ترك الجاني بلا عقاب، فبوش وبلير وفريقهما السياسي ارتكبوا خطيئة في حق الشعب العراقي والأفغاني ويجب أن يعاقبوا لأنهم قتلوا آلاف الأبرياء، والكيان الصهيوني قام بجرائم ضد الإنسانية في غزة فتجاوزت جرائمهم مزاعم الهولوكوست، والمطلوب اليوم من القوى العظمى والمنظمات الحقوقية أن تقوم بتحقيق واسع في جرائم العنف السياسي وجرائم الحرب، والتصفية العرقية والثقافية ويجب أن ينالوا ما ناله "ميلوزوفيتش"، وليكن ذلك منطبقا أيضا على الحكام المجرمين في عالم الإنسانية والإسلام.

إن الإنسانية اليوم تنقسم إلى معسكرين معسكر خير يريد العدل والحرية واقتسام الثروات التي وهبها الله للبشر بالقسط بين الناس، ومعسكر أناني متغطرس يريد السيطرة والظلم والاستئثار بخيرات الأرض بل يريد حتى احتكار السماء ومنع الأمم من إطلاق أقمارها الصناعية إلى السماء كما يفعل مع كوريا الشمالية وإيران وليس هناك معركة بين مسلم ومسيحي أو يهودي أو بوذي أو زراديشتي أو علماني أو شيوعي بل المعركة بين جند الخير المؤلف من جميع الأمم، وجند الشر المؤلف من شياطين الإنس من كل الأعراق والأديان من الأمم وعلينا أن نتعاون مع الاقتصاد والاشتراكي لاقتسام الثروة المادية التي منحها الله للبشر إنه من العار أن يموت الأفارقة جوعا بينما تتخم الكلاب في أمريكا وأوربا، وإذا كانت أوربا والعالم المتقدم تقدم إلينا التكنولوجيا فنحن نقدم لها الثروة الخام، ويجب أن يكون الغرب منصفا معنا (فيفتي فيفتي 5.5) كما يقولون.
إن غلاء الأسعار الذي تفرضه دول الغرب والدول الصناعية الكبرى يجب أن يرافقه رفع سعر المحروقات والمواد المصدرة من العالم النامي، والمطلوب من الدول الإسلامية أن تطبق فيها نظام الزكاة وتحذو حذو الجزائر في ذلك على أن يكون إحدى مصارف هذه الزكاة سهم المؤلفة قلوبهم يتوجه إلى إطعام البطون الجائعة في إفريقيا واليمن والسودان لا لشيء إلا ابتغاء مرضاة الله أسمى غاية يسعى إليها المسلم في هذه الحياة ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ الإنسان/ 8و9.

ثالثا: حضارة واحدة وإيديولوجيا متعددة:
إن وسائل الاتصال الحديثة جعلت من العالم قرية واحدة وهذا يحتم على شعوب الإنسانية أن تتوحد حضاراتها لمواجهة قوى خارج كوكبنا الأرضي ربما تكون نتاج حضارات سابقة متقدمة على حضاراتنا ثم خرجت إلى أكوان أخرى ولا أتصور استعمال الأسلحة النووية إلا لمواجهة هذا الخطر.
إن انتشار أسلحة الدمار الشامل يجب أن يوجه إلى مثل هذه الأغراض لا لتدمير البشر، وإذا أرادت أمريكا سلاما في الشرق الإسلامي فعليها أن تقوم بتفكيك البرنامج النووي الإسرائيلي لبناء عالم يسوده السلام والاطمئنان والوحدة والوئام على أن الوحدة لا تعني فرض إيديولوجيا معينة ولوكانت هي الإسلام ديننا الحفيف ففي القرآن﴿وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾الشورى/15.
ومعسكر الشر في الأرض إذا أردنا الخير لأنفسنا وللإنسانية لمعاقبة جميع المجرمين وأننا نعلن لأولئك إن كان مكرهم كبيرا تزول منه الجبال فإن مكر الله أكبر وسينالهم سيف العدل الإلهي يوما كما نال غيرهم من الفراعنة الطغاة والجلاوزة بإذن الله.قال تعالى:" وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" إبراهيم 46.

رابعا: ضرورة اقتسام الثروة:
إن سياسة الاقتصاد الربوي التي يديرها صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الغربية يتجه نحو الانهيار التام، وهذه فرصة للدول الإسلامية لتقدم نموذجها الاقتصادي البديل الذي يقوم على التجارة والبيع والمبادلة المشروعة التي أحلها الله.
ولكن توجد جهود التعاون والتنمية والتبادل المعرفية والاقتصادية مع الحضارات الأخرى خارج الأطار اليهودي ولكل دينه فالشيخ المودودي يقول لا تسبوا بوذا فربما كان رسولا، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي يقول إن المحققين والعلماء يقولون عن زرادشت إنه كان رسولا وأقول ربما كان أيضا سقراط وأفلاطون وأرسطو رسل اليونان يقول القرآن: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ فاطر/24 ولكن ﴿ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ غافر/78.
وفي سيدي خالد بولاية بسكرة مرقد النبي خالد بن سنان العبسي الذي تحدث عنه ثلاثة عشر من علماء المسلمين منهم القرطبي وابن خلدون وابن عربي ومحمد الطاهر بن عاشور وقد زرته وأقول ربما كان هو رسول البربر يقولون كان من معجزاته إطفاء النار بالعصا وهو الذي أطفأ بركان نارة بضواحي دائرة أريس في باتنة فسميت باسمه وهي البلدة التي خرجت البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد بطل الأوراس.
إن الإسلام يحترم الأديان الأخرى ومشاعر أهلها ولو فقهت حركة طالبان قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ الأنعام/ 108.
لما أقدمت على تدمير تماثيل بوذا بأفغانستان احتراما لشعور البوذيين ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المجوس "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" إن ما حدث لرسالات هؤلاء هو ما حدث للتوراة والإنجيل من تحريف نصححه في ضوء المنهجية المعرفية القرآنية ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ العنكبوت/ 64.
ولا يعني هذا إهمال الأمم الأخرى غير اليهود والنصارى من أهل الكتاب وإنما أحال عليهم القرآن لأنهم كانوا أقرب أهل الأديان للعرب المسلمين ونحن مستعدون لتحاور مع الدلايلاما لإعادة الروحانية إلى الصين الملحدة، ومستعدون للتعاون مع شافيز لإعادة الاقتصاد الإنساني إلى مبادئ العدالة الاجتماعية ومع موروث الغرب الثقافي لإعادة قراءة التراث الإنساني عامة في ضوء منهجية القرآن المعرفية الذي لا يلغي الأديان الأخرى بل يعترف بخصوصيتها ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ﴾ الحج/ 67.
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ الحج/33.
إن الدين مثل العلم سلاح خطير فالأول يمكن أن يحوله دعاة الإرهاب إلى عامل تدمير مروع للبشر، والثاني يمكن أن يحوله دعاة صدام الحضارات لتدمير الحضارات الأخرى وأخذهما بالمنهج الإيجابي يطور الحضارة ويسعد الإنسانية.

خامسا: ضرورة تطبيق القانون:
رغم مساوئ الغرب الأخلاقية إلى أنه استطاع أن يكون جمعية للأمم الكبرى تحمل دول العالم على التحاور حول إيجاد الحلول للمشكلات الإنسانية من نزاعات وحروب والمطلوب اليوم هو تطبيق جميع القوانين والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة بما فيها القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الوطنية وإنه رغم قصور تلك القوانين وحيفها إلا أنها تمثل الحد في الأدنى من الاتفاق بين أمم العالم فالتوسع الديمغرافي وتنامي الثورة التكنولوجية يتجه إلا أن يتحول العالم إلى آلة جبارة بأيدي الجبارين ولا مناص للتعايش إلا مع تطبيق القوانين الدولية التي تحترم سيادة الدول والأمم ﴿ وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ النحل/ 09.

الأحد، 7 ديسمبر 2008

بناء الإنسان

شرَّف الله الإنسان، وكرمه على سائر المخلوقات بنعمة العقل، وجعل ذلك مناطاً للأمر والتكليف، ولذا فليس غريباً أن يوجد في كتاب الله – عز وجل – عشرات الآيات التي تدعو إلى التفكر والتعقل، والنظر في ملكوت الله – سبحانه وتعالى-، من مثل قوله – عز وجل-:"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"(آل عمران:190).ولكن هل يجوز أن يكون عقل الإنسان انعكاساً لأفكار المجتمع من حوله، فيتأثر بنمط التفكير السائد، ولا يفكر إلا فيما يفكر فيه الناس، ولا يعمل إلا ما يعمله الناس..؟ إن البيئة الاجتماعية والفكرية التي يعيش فيها الإنسان تؤثر تأثيراً بالغاً على تصوراته وأفكاره، وهي التي تصنع في الغالب أطروحاته وهمومه، والأمة الإسلامية تعاني من فراغ مدهش، جاء نتيجة تخلف عقود متتابعة، وزاد في ترسيخه وتعميق جذوره الغزو الثقافي الغربي، قبل الاستعمار وبعده، وإننا نعاني من أدواء عديدة في البيئة التي نعيش فيها، ومن ملامح ذلك على سبيل المثال: - قصور بيِّن في طريقة التفكير. - قصور في نوعية المسائل التي يفكر فيها الإنسان، ويشغل نفسه بها. - قصور في طريقة بحث الأفكار ومناقشتها مع الآخرين. - قصور في توظيف الأفكار في ميادين العمل والبناء. وأبناء الصحوة الإسلامية جزء من هذا المجتمع، يتأثرون به كغيرهم سلباً وإيجاباً، ومن مهمات الحركة الإسلامية انتشار هذه الإيجابيات وتنميتها، ومقاومة السلبيات وتقليلها قدر الإمكان، ولقد قامت الحركة الإسلامية بجهد مبرور مشكور في هذا الميدان، ولكنه أقل بكثير ممّا يجب، وأقل بكثير من الإمكانات التي تملكها، وكما قال الشاعر: ولم أرَ في عُيوب الناس عيباً كنقصِ القادرين على التمام إن بناء الإنسان المفكر القادر على التمييز والنظر من أصعب الصناعات التربوية، ولكنها في الوقت نفسه من أهم الصناعات، ومهما كثرت الضغوط على الصحوة الإسلامية، وتزايدت عليها المحن، وتكالب عليها الأعداء، وتشعبت بها دروب العمل؛ فيجب أن يكون ذلك من أولويات البناء والتكوين، حتى تضمن بفضل الله – تعالى – بقاءها وصلابتها من جهة، ونقاءها وسلامة توجهها من جهة أخرى. وإن غياب المنهج العلمي، وفقدان الضوابط الشرعية في الفهم، والتلقي، والعمل يؤدي جزماً إلى هذا القصور والخلل الذي نعيشه، والنهوض بالأمة من هذه الكبوة لن يكون إلا وفق الأسس والقواعد الشرعية المبنية على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، والعاملون للإسلام لا ينقصهم – في الغالب – الصدق والإخلاص، وإنّما يحتاجون إلى العلم الدقيق بمحكمات الشرع وأصوله؛ ليتسنى لهم تنزيلها على مقتضيات العصر، ولذا كان التحدي الكبير الذي تواجهه الصحوة الإسلامية هو بناء الإنسان المفكر! المرجع http://forums.ibb7.com/ibb124.html

الأزمة المالية تدفع فرنسا لإدراج المعاملات الإسلامية



بنك باريبا يقدم خدمات مصرفية إسلامية خارج فرنسا ويمنع منها حتى الآن داخلها (الجزيرة)
عبد الله بن عالي -باريس
اعتبر خبراء ماليون فرنسيون أن حدة الأزمة المالية الدولية كانت وراء إعلان وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد، الأسبوع الماضي قرب إدراج المعاملات الإسلامية في النظام المصرفي المحلي.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس أوليفييه باستري، إن قرار الحكومة الفرنسية رفع القيود التشريعية والضريبية التي تمنع إصدار صكوك إسلامية في البلاد يترجم رغبتها في جذب جزء مما أسماه الادخارات الهائلة لأرباب المال المسلمين الحريصين على استثمار أموالهم بطريقة تراعي مقتضيات الشريعة الإسلامية.
وأضاف الخبير الفرنسي أن النظام المالي الإسلامي يمكن أن يلعب "دورا تاريخيا في العالم بالنظر لقدرته على مواجهة التحديات التي يطرحها الوضع الحالي".
من جانبه رأى رئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية ووزير الخارجية الفرنسي السابق هيرفيه دوشاريت أن "استيراد" المعاملات الإسلامية يهدف لتمكين الاقتصاد المحلي من الاستفادة من السيولة النقدية التي يملكها المستثمرون المسلمون.
وأكد في تصريح للجزيرة نت أن النظام المالي الإسلامي يمكن أن يكون "عامل دمج لملايين المسلمين الفرنسيين الراغبين في الحصول على خدمات مصرفية تتفق مع مبادئهم الدينية".
استعداد حكومي
هيرفيه دوشاريت يرى أن ترخيص المعاملات الإسلامية سيفتح المجال أمام ملايين المسلمين الفرنسيين للاستثمارات البنكية (الجزيرة) وكانت وزيرة الاقتصاد الفرنسية قد أعلنت خلال المنتدى الفرنسي الثاني حول المال الإسلامي الذي عقد بباريس في السادس والعشرين من الشهر الماضي أنها ستنشر، قبل نهاية الشهر الجاري، تعليمات تلغي الحواجز التشريعية والضريبية التي تحول دون إصدار صكوك إسلامية في البلاد مشددة على أن "أرض فرنسا مستعدة لاستقبال المصارف التي تود إنجاز عمليات مطابقة للشريعة الإسلامية".
وأثنت لاغارد على البعد الأخلاقي في النظام المالي الإسلامي وقدرته على مواجهة أسباب الأزمة المالية الحالية مشيدة بتحريم الغرر والميسر في المعاملات الإسلامية.
وكانت الوزيرة قد تسلمت قبل ذلك بأسبوع تقريرا رسميا أعده خبيران فرنسيان حول "رهانات وفرص تنمية المعاملات الإسلامية في السوق المالية الفرنسية".
وحثت هذه الوثيقة الحكومة الفرنسية على أن تحذو حذو بريطانيا التي أدرجت المعاملات الإسلامية في مصارفها منذ 2004 مشيرة إلى أن "الحجم الحالي للسوق المالية الإسلامية يبلغ 700 مليار دولار وأن نموها السنوي يتجاوز 15%".
وتوقع التقرير أن تبلغ هذه السوق بحلول 2020، ألف مليار يورو أي ما يعادل الأموال الخاصة بالمصارف الدولية في سنة 2007".
"ثلاث هيئات مالية إسلامية تقدمت بطلبات للسلطات الفرنسية للترخيص لها في ممارسة نشاطاتها المالية بفرنسا"موقع رياديورأى محررا الوثيقة أن فرنسا يمكن أن تتبوأ موقعا رياديا عالميا في مجال المعاملات الإسلامية "إذا ما أدخلت إصلاحات بسيطة على تشريعاتها ونظمها المالي".
في نفس السياق كشفت يومية "لوباريزيان" المحلية أن ثلاث هيئات مالية إسلامية تقدمت فعلا بطلبات للسلطات الفرنسية للترخيص لها بممارسة نشاطاتها في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن تلك الهيئات هي بنك قطر الإسلامي وبنك البركة الإسلامي البحريني ودار الاستثمار الكويتية.
ورجح الخبير المالي أنور حسون أن تبدأ تلك المصارف نشاطاتها في غضون السنة المقبلة، في مجالي التمويل والاستثمار على أن تقدم بعد سنتين أو ثلاث سنوات خدمات بنك التجزئة.
وتقوم بعض الفروع الخارجية للمصارف الفرنسية الكبرى مثل بنك باريبا بتقديم منتجات مصرفية إسلامية لعملائها الراغبين في ذلك إلا أن تلك البنوك تمتنع عن تقديم نفس الخدمات داخل البلاد رغم وجود طلب متزايد عليها.
فقد أكد استطلاع رأي نشره مؤخرا معهد إيفوب الفرنسي أن 75%من أبناء الجالية الإسلامية -التي يتجاوز عددها خمسة ملايين نسمة- مستعدون لنقل حساباتهم من البنوك التقليدية إلى المصارف الإسلامية إذا ما أتيحت لهم الفرصة لعمل ذلك.
المصدر:
الجزيرة